 (1).jpg)
ناصر أبوطاحون يكتب: صناع الفتن فى أمان تام

تتكرر الفتن القاتلة فى ملاعبنا الكروية بشكل روتينى عجيب دون ان يتعظ أحد أو يتوقف ليعتذر عن سوء عمله و قباحة تدبيره و قذارة نواياه بالأمس كنا نحيى ذكرى مذبحة من اسوأ المذابح الكروية فى تاريخ كرة القدم فى العالم، و تلطفت بنا العناية الإلهية لتمنع تكرارها بشكل أبشع فى نفس التوقيت على ملعب الخرطوم فى السودان الشقيق و المثير للانتباه أن الفاعل فى الجريمتين واحد، و الذى أقصده بالفاعل هنا هو المحرض و صانع الفتنة و واضع السيناريو الإجرامى ، اما المنفذين فهم مجرد ادوات تذهب كرة القدم بعقولهم و تضع مكانها أى شىء لا يعمل، لكى يغيب الوعى و يسهل ارتكاب الجريمة و المؤسف فى بلادنا أن الرغبة فى التوقف و الحساب و العقاب غائبة ، و بالتالى من السهل تكرار الجرائم طالما لا عقاب و لا حساب، بل هناك من يُكرم و يعامل على أنه بطل من أبطال تلك الجرائم المخزية بعد هذه المقدمة الضرورية و الاستهلال الذى لابد منه سنأخذكم فى استعراض لنماذج اجرامية تعرضت لها الرياضة المصرية و دفعت و لازالت تدفع ثمنا لها حتى الأن و لنبدأ من تصفيات كأس العالم 2010 حينما وضعتنا القرعة فى مجموعة ضعيفة ضمتنا مع الجزائر التى كانت تمر بوضع فنى متردى وقتها عمد إعلامنا الفضائى بقيادة مصطفى عبده و خالد الغندور و مدحت شلبى على التسخين و توتير الأجواء حول منتخبنا و بدلا من التركيز على شحن الفريق و التجهيز و الاستعداد للمنافسة فى الملعب، أصر هؤلاء الثلاثى على نقل المنافسة إلى خارج الملعب و تصوير الأمر على انه صراع حربى و استخدم هؤلاء جميع الوسائل القذرة فى توتير الأجواء لينتهى بنا الأمر إلى تسخين جماهير البلدين و تحفيز فريق الجزائر لنصل الى مباراة القاهرة و التى شهدت اعتداء الجماهير على حافلة فريق الجزائر قبل المباراة ثم نقل المباراة الى السودان لنخسر المباراة و نخسر واحدة من أسهل فرص التأهل.. فهل توقفوا ..؟؟ أبدا استمروا فى نسج القصص الخيالية و الأكاذيب الخيالية عما جرى فى السودان و تسببوا فى أجواء سلبية على العلاقات السياسية بين مصر من جانب و الودان من جانب و الجزائر من جانب ثالث، حتى تدخل بعض العقلاء و أوقفوا المهزلة ، لكن للأسف بدون حساب للمجرمين و لما نجح هؤلاء فى الإفلات بجريمتهم الأولى بإدعاء الوطنية الزائفة، كان من السهل عليهم أن يخططوا بهدوء لجريمتهم الأبشع و التى شهدتها مدينة بورسعيد و من المهم أن نذكر هنا أن هذا الدورى كان أقرب لنادى الزمالك وقتها حيث كان يؤدى مباريات قوية تقربه من البطولة لو اكتملت و بدلا من التركيز على المنافسة فى الملعب عمد البعض لنقل المنافسة إلى أماكن اخرى و كان بطل هذه العملية خالد الغندور من خلال برنامجه على قناة دريم و معه فريق عمله بالإضافة لأخرين يديرون صفحات على فيسس بوك تولى خالد الغندور عملية الشحن السلبى لجماهير بور سعيد لصنع معركة دموية فى الجانب الأخر كان الأخوين التؤام الأقرع فى ساحة التخطيط الفعلى للجريمة مع مجموعات من المجرمين و المسجلين خطر من بورسعيد ومن حولها و كلكم يعلم ما جرى و مات من مات و تأخرت الرياضة المصرية بعد الجريمة المفزعة فهل حاسب أحد خالد الغندور كمحرض على الجريمة الثابتة بسيديهات حلقات برنامجه؟؟ و هل ضمت لائحة الاتهام التؤأم الأقرع؟؟ أبداً طيب هل تم تنفيذ حكم الإعدام النهائى البات فى فيمن صدر بحقهم الأحكام القضائية و كلهم من المجرمين العتاة ؟؟ أبداً لذلك كان طبيعيا أن يعيد خالد الغندور و معه نفس فريق عمله جريمتهم مرة ثالثة فى مباراة الأهلى و الترجى فى نهائى كأس دورى الأبطال سواء بتزوير اوراق و افتعال وقائع و نشرها على مواقع التواصل ثم تسخين متعمد و متصاعد لجماهير الترجى لتقع المأساة بتعدى جمهور الترجى على فريق النادى الأهلى قبل المباراة و إصابة بعض اللاعبين بإصابات دموية من زجاج الباص الذى تحطم فوق رؤوسهم ثم كان الملعب و ما جرى فيه كان المهم أن يخسر الأهلى البطولة ، رغم أنهم لا ينافسون فيها و حققوا ما أرادوا و ذهبوا يحتفلون أمنين مطمئنين أن لا دولة هناك و لا قانون يطاردهم و لا رياضة و لا أخلاق تردعهم و لا دماء عشرات الضحايا التى قتلت فى ملعب بورسعيد تقض مضاجعهم و بالأمس كنا على موعد مع جولة جديدة نشط فيها معظم جمهور الفريق المصرى المنافس للأسف هم يدركون قدراتهم الواهية على المنافسة فى الملعب لذلك أصروا على تصدير المشكلات و الفتن فى مباريات الأهلى سواء فى الداخل و الخارج و عقب تحديد موعد المباراة و طاقم التحكيم بدأت عملية تسخين ممنهجة و ومعروفة لجمهور النادى الهلال و قرأت بنفسى دعوات صريحة من بعض صفحات و جماهير المختلط و هى تطالب جمهور الهلال بدفن لاعبى الأهلى فى الملعب و طبيعى كل من شاهد المباراة يدرك كم الشحن غير الطبيعى لجماهير الهلال المتحمسة و المشحونة و التى جعلتها فى حالة هياج و غضب بدون سبب فلا فريقها بقادر على الوقوف فى أرض الملعب و لا حتى صنع هجمة ذات قيمة فما الذى يجعلها تصب غضبها و وطوبها و حجارتها على الملعب ؟؟ إنه الشحن و التوتير الذى ارتكبه مصريون للأسف و نحمد الله أن المباراة انتهت بسلام بدون خسائر بشرية كان من الممكن أن تقع لولا استعداد أمنى عالى جدا و فوق المعتاد من الأشقاء فى السودان لكن هل ستتوقف قوافل التسخين الإجرامى و صنع الفتن عن عملها و نشاطها؟؟ لا أعتقد.. لأنهم لا يملكون سوى هذه البضاعة و "كلٌ ينفق مما عنده" للأسف لكن يبقى أن نعلم ان رهانا على توقفهم من أنفسهم هو رهان خاسر، و لا يجب أن نراهن سوى على سلطة الدولة و القانون لوقف هذه الممارسات التى ستستفحل و تتكرر و وقتها لن نملك سوى البكاء على الدم المسفوح بلا حساب